في هذا اليوم، الثلاثاء 5 ربيع الثاني 1446 هـ، انتقل إلى رحمة الله اللواء الطبيب كتاب بن عيد العتيبي، الذي وُلد في يوم عيد الأضحى. كان من المفترض أن يُسمى “ضويحي” أو “مضحي” تيمناً بالمناسبة، لكن جده قرر تسميته “كتاب” بناءً على رؤية لرجل متدين من جماعته.
اعتقد الجميع أن اسمه مستوحى من “الكتاب” كإشارة للعلم أو القرآن، إلا أن الأديب والمؤرخ عبد الله بن خميس أوضح أن “الكتب” تعني الحزم، وهو مصطلح استخدمه البدو للإشارة إلى شدّة الحزم والرباط.
نشأة اللواء كتاب بن عيد العتيبي
كتاب العتيبي : وُلد كتاب في منطقة قرب جبل أبو دخن على طريق عفيف – الرياض، وتحدث عن ذكريات طفولته في بادية نجد. ومن أبرز ما يرويه عن تلك الفترة حادثة تعرضه للدغة عقرب عندما كان طفلاً صغيراً.
فقد قرصت العقرب شقيقته أولاً ثم قرصته هو أيضاً. لجأ عمه إلى وضع خرزة على مكان اللدغة في محاولة لتخفيف الألم، وهو تقليد شعبي معروف في نجد آنذاك.
الذكريات والتجارب الصعبة
يتذكر اللواء كتاب كيف تعرض للسعال الديكي، وعُولج بطريقة الكي، وهي ممارسة قديمة اعتاد أهل البادية استخدامها. ذكر أيضاً لقاءه مع باحث إنجليزي يدعى “هيد” الذي درس أساليب علاج البدو من خلال الكي واعتبرها وسيلة لتحفيز الجسد للتعافي من الأمراض.
ومن المواقف الطريفة التي يرويها اللواء كتاب هو عندما رأى البقرة لأول مرة أثناء زيارة للسوق في مدينة المذنب. أصابه الفزع من هذا الحيوان الغريب وتمسك بوالده من الخوف. ورغم مرور سنوات عديدة، إلا أن اللواء كتاب ظل يشعر بالرهبة من الأبقار حتى بعد أن كبر.
العلاقات الاجتماعية والكرم البدوي
تحدث اللواء عن تجاربه في التنقل بين المدن والبادية في فصل الصيف عندما يقترب البدو من المدن للتزود بالماء والبضائع. يذكر موقفاً عندما جاوروا عائلة كريمة في المذنب قدمت لهم الحليب يومياً، وكان طعمه لا يُنسى، ويعتقد اللواء أنه كان حليب بقر رغم خوفه الشديد من البقرة.
حادثة انتفاخ البطن
يستذكر اللواء حادثة مؤلمة عندما تعرض لضربة في بطنه أدت إلى انتفاخها وعدم قدرته على الإخراج. تدخل طبيب شعبي في البداية دون جدوى، حتى جاء رجل من جماعته يدعى “مزيد”، وأحضره للعلاج باستخدام صابون زيت الزيتون، الذي بفضل الله شفاه.
الخلاصة
قصة حياة اللواء كتاب بن عيد العتيبي هي مزيج من ذكريات البادية، وتحديات الطفولة، وتجارب الحياة التي شكلت شخصيته القيادية والطبية.
عاش حياة حافلة بالعطاء حتى وافته المنية، تاركاً وراءه إرثاً مليئاً بالتجارب والمواقف الإنسانية التي ستظل خالدة في ذاكرة كل من عرفه.