في خبر محزن اليوم تلقينا إشاعة نباء موت وفاة الفنانة الكبيرة تقية الطويلية بعد سنوات طويلة حافل بالفن الشعبي اليمني الأصيل والذي كانت لها الدور الكبير في نشر الفن اليمني للمرأة اليمنية العربية.
وقال موقع ” مأرب برس ” ودعت الفنانة الكبيرة تقية الطويلية اليوم في إحدى المستشفيات اليمنية في صنعاء حياتها بعد مسيرة فنية طويلة وضعت بصمة كبيرة وواضحه في الفن اليمني للتراث والحضور اليمني الأصيل.
حقيقة وفاة تقية الطويلية
أجرى وزير الثقافة مروان دماج ،مساء اليوم الجمعة، اتصالاً هاتفياً بالفنانة الكبيرة تقية الطويلة.
واطمأن الوزير دماج خلال الاتصال على صحتها وقدم لها خالص اعتذاره عن الخبر المفبرك الذي تناقلته بعض المواقع الإخبارية وناشطي مواقع التواصل الاجتماعية والتي تحدثت عن وفاتها.
وأشاد وزير الثقافة بالجهود الكبيرة التي قدمتها الفنانة تقية الطويلة من خلال اسهاماتها التي اثرت بها الساحة الفنية والثقافية باعمالها الفنية المتميزة..معبراً عن سعادته بسلامتها ومتمنياً لها موفور الصحة والسعادة وطول العمر.
وأشار الى ان أي اشاعات من هذا النوع ليست إلا برهان على المكانة الكبيرة الذي يحتلها الفنان في أوساط الناس،وأن إشاعة الوفاة التي تناقلتها المواقع الإخبارية هي تذكير بما لا يجب ان ينسى تذكير بهذا الإرث الفني الغنائي الغني والاصيل.
ودعا وزير الثقافة ،الفنانة الكبيرة تقية الطويلة الى السماح بمساهمة الوزارة في حفظ الإرث الفني الكبير لها.
من هي تقية الطويلة :
تعد أحد القلائل من اليمنيات الائي اقتحمن الساحة الفنية منذ فترة مبكرة منتصف القرن الماضي، وتعتبر تقية الطويلية من أبرز الأصوات الرائدة في الغناء الشعبي اليمني بجانبه النسائي، كان لها دور بارز في إحياء الأغنية التراثية وأداء العديد من الأعمال الإبداعية، التي أثرت بها الساحة الفنية وسط ضغوط أسرية كبيرة تعرضت لها، ودفعتها إلى الإعتزال المبكر.
ومع كونها من مواليد صنعاء (العاصمة)، برز دور تقية الطويلية في الأغاني التراثية وأداء الأعمال الغنائية باللون الصنعاني بالذات، كذلك ساهمت في إثراء الساحة الفنية بالأغاني الوطنية والعاطفية، منذ السنوات الأولى لقيام الجمهورية التي أعقبت ثورة الـ26 من سبتمبر1962، على الرغم من أنها بدأت الغناء عملياً في فترة سابقة للثورة.
وفي تصريحات سابقة لها منذ سنوات، توضح الطويلية أن أولى بدايتها في الغناء مع الفنان الراحل علي عبد الله السمه، الذي كان جاراً لها، وبسبب إعجابها بصوته أخبرته أنها تريد أن تكون فنانة، فشجعها، لتبدأ الغناء إلى جانبه، ومنه تعلمت، إلى جانب الفنان الراحل، محمد حمود الحارثي، وكان الإثنان، أول من لحنا أعمالاً غنائية لها، وأديا أعمالاً مشتركة معها (وهناك أغنية مسجلة نادرة بصوت علي السمة، تشارك فيها الطويلية مع الحارثي، ولكن بالرقص الشعبي)، وفي السنوات الثلاث الأولى من تجربتها الفنية قبل قيام الجمهورية كانت تغني على إيقاع “الصحن” إلى جانب أخرى تُغني معها باستخدام الطبل.
قبل ثورة 1962، كانت الطويلية تغني في جلسات ولقاءات خاصة، منها أغاني لـ”نساء الإمام”، كانت تؤديها بنطاق محصور، بحيث يتم سد النوافذ، حتى لا يسمع “عسكر الإمام”، فالغناء في تلك المرحلة كان يعد جريمة، كما تروي الطويلية في أحد لقاءاتها الصحافية، وتشير إلى أن الأعمال الغنائية المسجلة كانت بعد الثورة، وهي نشيد “سلامي للجيش”، الذي يعتبر أحد أشهر أعمالها في جانب الأغاني الوطنية.
أدت الطويلية العشرات من الأغاني والأناشيد، وسجلت منها 21 ألبوماً، لحن لها وشارك فيها العديد من الفنانين، منهم علي الآنسي، أحمد السنيدار، أحمد فتحي، كما غنت للعديد من الشعراء، منهم عباس الديملي، ومن أغانيها الزفة (ساعة الرحمن)، و”يا ويح قلبي”، و”سيلاه وا مروح السيل”، و”ليلك الليل يا ليل”، و”يا غايبين خبروني”، و”إن كان قلبك تقنع”، وعشرات الأغاني التراثية والشعبية وحتى الموشحات، حيث أدت الأغاني الشهيرة، مثل “مسكين يا ناس”، و”وا مغرد بوادي الدور”، حتى أن لها أغنية مشتركة، مع الفنانة اليمنية اليهودية شمعة.
وتذكر تقية، التي تتردد أغانيها التراثية والشعبية الشهيرة على نحو واسع (بعضها اشتهر بأصوات أخرى)، في سيرتها الفنية، قصة طريفة، وهي أنه طُلب منها في إحدى المرات أن تسجل 12 أسطوانة مقابل حصولها على 12 لبنة (قطعة أرض) في التحرير، إلا أنها رفضت، بسبب أن المنطقة (التحرير) لم تكن لها مكانة رفيعة في ذلك الحين، وأصبحت حالياً وسط العاصمة.
رائدة الغناء الشعبي
وفي سطورمعدودة، يلخص الفنان الفلكوري والمصور اليمني المعروف، عبد الرحمن الغابري، عن الطويلية بالقول إن “الحضارات عضوية كالماء، ولأن اليمن مهبط الحضارات وأغناها فناً وموروثاً فكرياً غزيراً وعظيماً، فقد توارث أبناؤها فنونها الكثيفة الزاخرة بكل جديد ومبتكر وبالأجود أيضاً”.
ويتابع في منشور على صفحته الشخصية بموقع “فيسبوك” أن “الفنانة الكبيرة تقية الطويلية ملكة الغناء الشعبي وأكاديمية الفلكلور، وقامة بطولية تحدّت أعتى جدران التخلف بمفردها وكسرته وهزمته وشقّت طريقاً كان وعراً، لتمر الأغنيات دون تشويش، عجزت أزمنة الإرهاب الفكري أن توقفها”.
ويضيف: “شخصياً أعتبر الفنانة الكبيرة تقية الطويلية أطول من الذين يدعون أنهم قامات كبيرة وهم أقزام أمام فنانة أعطت لبلدها الكثير وساهمت باقتدار في فرح الناس وابتهاجهم”، ويخاطبها بالقول: “إبنة اليمن تقية الطويلية لك التقدير الكبير. وأنا شخصياً من حزبك الإبداعي الكبير، إذا أردتم أصدقائي سأشرح لكم موقفاً لرجل الأعمال الألماني، هايو، وزوجته، وهم أصدقائي، حين زاروا اليمن كيف بكوا عندما عرّفتهم بتقية الطويلية وغنّت فأبكتهم فرحاً وبكيت معهما”.
الصراع مع الأسرة
مع ذكر تقية الطويلية، يعتبر الجزء المتعلق بصراعها داخل الأسرة أمراً أساسياً، حيث كانت تجد معارضة من أهلها، وخصوصاً من أخيها الأكبر والوحيد، إذ كانت تُغني خفية منه، حاول في إحدى المرات قتلها، بعد أن توجه ومعه مسدس لانتظارها أمام ما كان يُسمى “بيت الغناء”، الذي كانت تغني فيه بإحدى الحفلات، وقد استمرت معارضة أخيها، إلى أن كانت دافعاً لاعتزالها المبكر للغناء.
الإعتزال المبكر
بعد رصيد فني كبير، بعشرات الأغاني والأناشيد، اعتزلت الطويلية الفن، وكان اعتزالها بعد زيارة قامت بها إلى فرنسا برفقة عدد من الفنانين، حيث أدت أغاني أمام الجالية اليمنية هناك، ووفقاً لمعلومات “العربي” من أسرتها، فإنها على الرغم من الإعتزال كانت تفخر بسيرتها الفنية وتحرص على متابعاتها في الإذاعة والقنوات الفضائية الرسمية، ولا تزال تعيش بمنزلها في صنعاء، وكانت مشاركاتها منذ سنوات طويلة بحفلات تكريم محدودة.
نفي خبر وفاة الفنانة تقيه الطويلية
نفي الخبر التي تم تداوله حو توفت الفنانة الكبيرة تقية الطويلية بعد سنوات مليئة بالإنجازات الفنية والتي شاركت في العديد من المهرجانات داخليه وخارجيه وكانت لها البصمه الواضحه والكبيرة في نشر الفن اليمني الجميل .
وفاة تقية الطويلية اليوم الجمعة 6 اكتوبر 2017 في إحدى مستشفيات العاصمة اليمنية صنعاء بعد صراع مع المرض والذي ودعت اليوم الجميع في صمت ورحيل سوف يتذكرها الكثيرون من محبي الفن الشعبي اليمني القديم.