اليمن الغد : صنعاء
نشر علي البخيتي وهو سياسي معروف بعض الصور من زيارتة لإحدى المدن في روسيا في زيارة خاصة, وكانت الصور المنشورة لاقت العديد من الإنتقادات سواء من المقربين وكذلك من النشطاء بسبب ماتحتوية من خدش للقيم الإسلامية والعرفية.
صور العديد من النشطاء والسياسيين ورجال الدين إعتبروها خادشة للحياة ولا تمت بأي صلة بما يقوم به علي البخيتي من الحديث عن الإنفتاحية والتطور والعلمانية وغيرها من المنشورات التي يقوم بها من خلال صفحاته على الفيس بوك.
ووجه العديد رسائل لاذعة إلى البخيتي بسبب مايقوم به من هدم للقيم الإسلامية واليمنية المتعارف عليها من خلال بعض المنشورات الخاصه به عن طريق الصور التي تجمعه ببعض النساء والتقبيل والحضن ونشرها عبر حسابه.
كما وجه البعض الاخر رسائل عتاب ونصح له بسبب اخر الصور التي نشرها وبالغ في تبريرها بسبب السياحة والإنتفاح والخروج من ظل الحكم الإخواني “الإصلاح” وكذلك من ظل القتل من قبل الحوثيين ومن قبل الإغتيالات والعنف كما هو في الإنتقالي في عدن.
واوضح شقيق توكل كرمان عبر منشور له مطول نصح به البخيتي وعاتبه صديق لصديقة ويمني ليمني اخر حيث تحدث طارق كرمان من خلال صفحته على الفيس بوك بالقول :
إلى الأخ علي البخيتي أصلحه الله..
إلى ذلك الشاب المفعم بالحيوية والمثير للجدل في كثير من مواقفه السياسية الجريئة والمتقلبه.. أوجّه هذه الكلمات بدافع الحب والرغبة في النصيحة لا غير..
الصور التي قمت بنشرها مؤخراً أقل ما توصف به أنها مخلّةٌ بالأدب خادشة للحياء، وكل ما يخدش الحياء يطعن في المروءة وبالتالي في الأمانة.. ألا تعلم يا صديقي أن مما يجرح في عدالة الشهود أمام أي قضية هو ثبوت أن الشاهد (لا يستحي من الناس) كأنْ يثبت عليه كثرة الأكل في الطرقات أو الجلوس على الأرصفة!! فما بالك بتقبيل فتاةٍ ليست محرَماً في الشارع والتباهي بذلك؟؟!!
لقد سقطت سقطةً معيبةً بنشرك لمثل تلك الصور التي لا تليق بك كيمني عربي ناهيك عن كونك مسلماً، لا تليق بموقعك كناشط سياسي يمتلك جمهوراً واسعاً من المتابعين من كافة الفئات، ولا كمواطن يمني (قبيلي) ينتمي إلى أعراف وعادات بلادنا الضاربة في التاريخ..
ما قمت به يا صديقي لا يمكنك تبريره بموقفك من الإخوان المسلمين أو من الحوثيين، ولا علاقة له بمواجهة الإرهاب والخراب وسفك الدماء، ولا بالعلمانية والانفتاح اللذَين تمعن في محاولة إثبات إيمانك بهما، وإنما يندرج تحت مفهوم (الحرب الناعمة) _ولو لم تقصد_ لهدم القيم الأخلاقية لدى الشباب، تلك الحرب التي لا تقل خطورةً ولا أثراً من حروب السلاح والنار، بل ربما تكون أشدّ وأنكى، ونتائجها أدهى وأمَرّ.
كان سيكون الأمر هيّناً علينا لو أنه تم (تسريب) تلك الصور مِن قـِبل أحد أصدقاءك أو معارفك أو حتى أعداءك، ولكان بإمكاننا الدفاع عنك بالقول (دعوا الخلق للخالق) أو (هذه أمور خاصة ولا يليق نشرها)، ولكن الكارثة يا عزيزي أنك أنت نفسك من قمت بنشرها (متبجّحا) بها الأمر الذي يؤكد أن لديك (عبر تلك الصور) رسالةً تريد إيصالها إلى المجتمع، ولكنني لن أسألك هنا عن تلك الرسالة الى المجتمع، وإنما سأسلك هل فكّرت ما هي الرسالة التي ستوصلها تلك الصور إلى أسرتك (زوجتك وبناتك وأولادك)؟؟؟!!!!!!
هل تعلم يا صديقي أن تلك القبلات لو نشرها ترودو (رئيس كندا) أو ماكرون (رئيس فرنسا) لكانت كفيلةً بإسقاطه من منصبه وكذلك بإنهاء علاقته الزوجية بقرينته، ذلك بالرغم من أنهم نصارى وربما ملحدون ولكن الدول الأوروبية التي أصابتك بهذه الصدمة الحضارية حين قمت بزيارتها وجعلتك تنسى قيمك وأعرافك وأخلاقك هي نفسها لا زالت تمتلك من الأعراف والأخلاق ما يحفظ المستوى اللازم من اللباقة والأدب والعفّة والذي إذا تجاوزه أي سياسي أو صاحب منصب رسمي أو مدنيّ لسقط فوراً.
أرسل إلي أحدهم على الواتس صورتك وأنت تقبّل الفتاة معلقاً عليها (هذي فعايل البخيتي في العلن، وما خفي أعظم)!!
لقد أبحت عرضك للناس بهذه السقطة، رغم يقيني أنك بعيد كل البعد عن ما هو أكبر من تلك القبلات التي تجرأت على نشرها، ولكنك بالتأكيد خدشت بها حياءك وعِفّتك..
لن أطيل عليك يا صديقي، ولكن أقول لك باختصار، لقد كنتُ أحد الكثيرين المعجبين بجرأتك السياسية وقوتك في اتخاذ المواقف الفكرية والتعبير عنها، ولكنك بهذه السقطة الأخلاقية الغير مبرّرة والتي لا تمُتّ إلى السياسة بصِلة أسأتَ إلى نفسك كثيراً وأنقصت من عشمنا الكبير فيك أن تكون لاعباً أساسياً في واجهة المشهد السياسي، ذلك أن هذه السقطة تطعن في إيمانك ليس بالدين الإسلامي، وإنما بالمجتمع اليمني وقيمه وأخلاقه وحياءه، تلك الأعراف والقيم التي لا يتخلى عنها اليمني حتى لو تخلى عن دينه وألحد..
وللتخفيف من أثر هذه السقطة لا أجد لك غير أن تعترف بخطأك وتعتذر لكل من تدين لهم بالاعتذار ممن أسأت إليهم بهذه الصور المشينة وهم حسب الأولوية:
– زوجتك التي جرحتها (على الملأ) بتلك الصور وعبرتَ عن عدم احترامك لها بتقبيل بغيّ في الشارع، الأمر الذي يعتبر خيانةً زوجية علنية.
_ بناتك وأولادك الذين يعتبرونك قدوةً لهم وسيرون ما قمت به إمّا أمراً عادياً أن يقلّدوه أو فضيحةً يستعرّون منها أبد الدهر، أسأل الله ان يحفظهم ويصلحهم لك.
– والدك، الذي أظن أنه برؤيته لتلك الصور سيشعر بالخجل والعار، خصوصاً أنه قبيلي محترم ومحافظ بالفطرة.
– قبيلة الحداء التي تنتمي إليها ولا أظنها تقرّ هذا العمل المشين ولو صدر من مراهق أعزب.
– وأخيراً، شعبك اليمني العظيم الذي لن يخرجه فقره ولا مصائب الدهر مهما كبرت من دينه وأعرافه وقيمِه..
مع خالص محبتي لك ولكل القرّاء، ورمضان مبارك وكل عام وأنتم بالف خير