فضل يوم عرفة وكذلك دعاء يوم عرفة

فضل يوم عرفة وكذلك دعاء يوم عرفة

اليمن الغد : متابعات

كل عام والجميع بخير وبصحه واليوم نقدم لكم فضل يوم عرفة وكذلك بعض الادعية من دعاء يوم عرفة كما تم ذكرها في المواقع السنية الإسلامية.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد وردت في فضائل يوم عرفة والعمل فيه آثار وأحاديث كثيرة منها ما ثبت في سنن الترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: الحج عرفه. وصححه الشيخ الألباني، وقال ابن حجر في فتح الباري: أي معظم الحج وركنه الأكبر.

 

صيام يوم عرفة وعدم الإفطار في المغرب ومواصلة الصيام إلى يوم العيد والإفطار على الكبد هل هو سنة أو بدعة؟ أم هو سوء فهم للسنة؟ وهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفطر في مغرب يوم عرفة، وأول ما يدخل جوفه يوم العيد من الأضحية؟ أم كان يواصل من يوم عرفة حتى يفطر على الأضحية؟. وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتعمد تأخير الفطر بعد التحقق من غروب الشمس مكروه، ويكون بدعة إذا قصد به القربة، لمخالفة ذلك لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فالسنة للصائم في يوم عرفة وغيره أن يعجل فطره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر. متفق عليه.

وقال النووي في المجموع: قال القاضي أبو الطيب في المجرد: قال الشافعي في الأم: إذا أخر الإفطار بعد تحقق غروب الشمس، فإن كان يرى الفضل في تأخيره كرهت ذلك، لمخالفة الأحاديث. اهـ

وأما في صباح يوم النحر: فالسنة أن لا يتناول طعاما بعد الصباح حتى يأكل من أضحيته، فقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في عيد الأضحى أن لا يأكل حتى يرجع من الصلاة فيضحي ويأكل من أضحيته، فعن بريدة ـ رضي الله عنه ـ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم، ويوم النحر لا يأكل حتى يرجع فيأكل من أضحيته. رواه أحمد والترمذي، وحسنه الأرناؤوط.

ولم نقف على دليل أو قول لأهل العلم أنه صلى الله عليه وسلم كان يواصل صيامه من يوم عرفة حتى يفطر من أضحيته، وإنما واصل صلى الله عليه وسلم الصيام في آخر رمضان، ونهى الناس عن الوصال، لأن ذلك من خصائه صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: واصل رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فواصل الناس، فنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال، فقالوا: إنك تواصل، قال إني لست مثلكم، إني أطعم وأسقى. متفق عليه.

والحاصل أنه لا يشرع لمن صام يوم عرفة أن يواصل صومه حتى يفطر من أضحيته، وإنما السنة أن يعجل فطره من الصوم بعد تحقق الغروب، ولا يأكل شيئا بعد الصباح حتى يرجع من المصلى ويأكل من أضحيته، وأما الأكل من الكبد دون غيره فقد ورد فيه حديث رواه البيهقي في سننه: عن ابن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الفطر لم يخرج حتى يأكل شيئاً، وإذا كان الأضحى لم يأكل شيئاً حتى يرجع، وكان إذا رجع أكل من كبد أضحيته.

لكن هذه الزيادة الخاصة بالأكل من الكبد ضعفها الألباني ـ رحمه الله ـ في تعليقات له على كتاب سبل السلام للصنعاني.

ما هو أفضل دعاء يقوله الحاج في عرفة؟

ليس في هذا شيء مخصوص فإنه يدعو بما تيسر، وقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، لكن في سنده ضعف، وهو معناه صحيح، فإن يوم عرفة يوم عظيم، وهو أفضل أيام السنة عند قوم من أهل العلم، وقال آخرون: بل أفضلها يوم النحر، وكلا القولين له حظ من القوة، والمقصود أن يوم عرفة يوم عظيم، وقد صح عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (ما من يوم أكثر أن يعتق فيه عتقاء من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنوا فيباهي بهم الملائكة سبحانه وتعالى)، فيوم عرفة يوم عظيم، وليس في الدنيا يوم أكثر عتقاء من النار من يوم عرفة، فينبغي أن يكثر من الدعاء وأن يجتهد في الدعاء ويكثر من لا إله إلا الله فإنها دعاء بالمعنى، ذكر ودعاء هذه الكلمة العظيمة ذكر لله -سبحانه وتعالى- وهي في المعنى دعاء؛ لأن الذاكر إنما ذكر ليطلب الأجر ويطلب الفضل من الله -سبحانه وتعالى-، ولهذا روي عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، فينبغي للمؤمن أن يكثر من الدعاء وسؤال الجنة والتعوذ بالله من النار، وسؤال العفو، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، وسؤال القبول، قبول الحج، والمغفرة للذنوب والأوزار، سؤال الله لولاة الأمور، لولاة أمور المسلمين أن يصلحهم الله وأن يوفقهم للقيام بحقه، وأن يعينهم على أداء الواجب، وأن يصلح أحوالهم وبطانتهم، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباد الله، والحذر من تحكيم القوانين الباطلة، هذه من الدعوات الطيبة، فالحاج يدعو لنفسه ولإخوانه المسلمين في هذا اليوم العظيم، يسأل ربه ويلح فإنه حري بالإجابة، ويكثر من الحمد لله، يثني على الله، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فإن هذا من أسباب الإجابة كونه يحمد الله ويثني عليه ويصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، هذا من أسباب الإجابة، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه سمع رجلاً يدعو ولم يحمد الله ولم يصل على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: عجل هذا، ثم قال: إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه، ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم يدعوا بما شاء، فدل ذلك على أن البداءة بالحمد والثناء والصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- من أسباب الإجابة. والواقفون بعرفة ينبغي لهم أن يفعلوا هذا، فأنهم في موقف عظيم، ودعاؤهم ترجى إجابته، فينبغي الإكثار من الدعاء بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على رسوله محمد -عليه الصلاة والسلام-، وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، ثم يدعو ويلح بالدعاء ويكثر من الدعاء، هذا كله من أسباب الإجابة. كذلك رفع اليدين، الرسول رفع يديه في دعاء يوم عرفة، وفي المزدلفة رفع يديه، فيستحب للحاج في يوم عرفة أن يرفع يديه، ويدعو ويلح في الدعاء، ويكثر من الدعاء حتى تغيب الشمس كما فعله المصطفى -عليه الصلاة والسلام-، ويدعو لوالديه المسلمين، ويدعو لأقاربه المسلمين، ويدعو للمسلمين عموماً أن يصلحهم الله، وأن يثبتهم على الحق، وأن يولي عليهم خيارهم، وأن يعلمهم ما ينفعهم، وأن يمنحهم الثقة بالدين والثبات على الحق، يدعو لعموم في جميع سائر الدنيا، فيدعو لهم أن الله يوفقهم ويهديهم ويصلح أحوالهم، ويمنحهم الثقة بالدين، وهكذا في مزدلفة، إذا وقف في مزدلفة في أثناء الليل أو بعد صلاة الفجر، كما هو السنة بعد صلاة الفجر يدعو ويلح في الدعاء، ويرفع يديه ويدعو للمسلمين عموماً ويدعو للوالدين المسلمين ولقرابات المسلمين، يدعو لنفسه بالصلاح والسداد وحسن الختام، يدعو الله أن الله يصلح قلبه وعمله، وأن الله يفقهه في الدين، يدعو الله -عز وجل- لحكام المسلمين في كل مكان أن الله يصلح قلوبهم وأعمالهم، ويصلح لهم البطانة، وأن الله -عز وجل- يوفقهم للحكم بالشريعة، والتحاكم إليها، وإلزام الناس بها، ومنعهم من كل ما حرم الله، وإقامة الحدود عليهم، حتى يستقيم أمر المسلمين، وحتى يسلموا من غضب الله وعقابه، وحتى ينصرهم الله على عدوهم. فإن تحكيم الشريعة والاستقامة عليها من أسباب النصر والتوفيق، من أسباب هداية الله للعباد، من أسباب إعانتهم على عدوهم ونصرهم على عدوهم، كما قال الله -سبحانه-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ[محمد: 7]، وقال -سبحانه-: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ[الحج:40-41]، وقال -سبحانه-: وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ[الروم: 47]، وعظم شأن الحكم بالشريعة فقال: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً[النساء: 65]، والله المستعان.