تُعد قناة الجزيرة و قناة العربية من أبرز القنوات الإخبارية في العالم العربي. تتنافس كلتا القناتين على جذب المتابعين والمشاهدين، حيث تهيمن قناة الجزيرة على الصدارة من حيث نسب المشاهدة والمتابعة، تليها قناة العربية التي لا تقل تأثيرًا على مستوى الإعلام العربي.
قناة الجزيرة وبرامج مثيرة للجدل
خلال السنوات الأخيرة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر (المعروف الآن باسم إكس) وفيسبوك، مقاطع فيديو من قناة الجزيرة تتناول شخصيات مثيرة للجدل، مثل قاسم سليماني، الذي كان قائدًا لـ فيلق القدس الإيراني منذ عام 1998 حتى اغتياله في بغداد.
وقد أثار بث هذه المقاطع ردود فعل واسعة، حيث تساءل العديد من المتابعين عن السبب وراء عرض برامج تمجد شخصية عسكرية كان لها دور كبير في النزاعات الدامية في كل من العراق وسوريا واليمن.
وقد وجهت القناة اتهامات مبطنة إلى بعض الدول، مما زاد من التوترات بين الجماهير.
رد قناة العربية واتهامات متبادلة
في المقابل، خصصت قناة العربية بدورها حلقات وبرامج تنتقد قناة الجزيرة بشدة، متهمةً إياها بـ “تسويق الإرهاب” وتمجيد قادة وشخصيات مثيرة للجدل مثل حسن نصر الله وأسامة بن لادن.
مذيعة قناة العربية أشارت في أحد البرامج إلى أن الجزيرة تسعى لتلميع صورة الإرهابيين وتقديمهم كأبطال على الساحة العربية، وهو اتهام تبنته العربية منذ سنوات في حربها الإعلامية ضد الجزيرة.
تصاعد التوتر الإعلامي بين القناتين
لم تقتصر الاتهامات على قناة العربية فقط، حيث قامت الجزيرة بالرد عبر نشر برامج وتقارير تسلط الضوء على قناة العربية وتتهمها بالترويج لأجندات سياسية معينة، واتهامها بالتضليل الإعلامي.
وتستمر المعركة الإعلامية بين القناتين، حيث تسعى كل قناة إلى التأثير على الجمهور ببرامج وتقارير مختلفة، ما جعل هذا التنافس يشعل الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي وبين الجماهير العربية.
من الأقوى إعلاميًا؟
يبقى السؤال المطروح: من هي القناة الأقوى في المنطقة العربية؟. لا شك أن قناة الجزيرة بفضل برامجها الحصرية والتغطيات المكثفة للأحداث العالمية تستمر في جذب الجماهير.
ومع ذلك، لا يمكن تجاهل قوة وتأثير قناة العربية التي تحافظ على قاعدة جماهيرية كبيرة، خصوصًا في الدول الخليجية.
في النهاية، يظل الصراع بين القناتين جزءًا من المشهد الإعلامي العربي، ويعكس بشكل أو بآخر الانقسامات السياسية والمصالح المتباينة في المنطقة.
